مرحلة التجديد والابتكار في دورة حياة الشركة وفرص التمويل فيها

تمر كافة الشركات بمراحل تطور مختلفة، وفي هذا المقال نعرض لمرحلة التجديد والابتكار

جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، حتى الشركات العالمية متعددة الجنسيات، تمر بنفس مراحل التطور وهي على الترتيب: التأسيس – النمو– الاستقرار – النضج وأخيراً التجديد والابتكار.

أما وأن وصلت الشركة إلى مرحلة التجديد والابتكار، فإنها بذلك قد تعدت واجتازت العديد من الاختبارات والصعوبات. ويقصد بالتجديد تمكن الشركة من تجديد نفسها وابتكار منتجات أو خدمات مختلفة عما كانت تنتجه سابقاً، أو دخول أسواق جديدة تلبى احتياجات أو خدمات أخرى مما يمكنها من العودة مرة ثانية إلى بداية دورة جديدة من النمو، أى العودة الى مرحلة النمو من جديد، لذا يُطلق على هذه المرحلة "مرحلة التجديد والابتكار".

ولكن ماذا سيحدث لو لم تجدد الشركة نفسها؟

 إذا حافظت الشركة على نشاطها التجاري وأعمالها كالمعتاد دون تجديد، وظلت تعمل في نفس الأسواق، وبنفس تشكيلة المنتجات، فمن المحتمل أن تواجه هبوطاً في أعمالها بسبب الهبوط في الصناعة ككل، أو نظراً لتغلب الشركات الأكثر ابتكاراً عليها.  والمثال التقليدي الذي عادةً ما يضرب في هذه الحالة؛ هوالمثال الخاص بمُنتج الآلة الكاتبة؛ فبعد ظهور الكمبيوتر والطابعة (البرنتر)، فإن أي شركة كانت تعمل في مجال انتاج الآلة الكاتبة أو مستلزماتها، ولم تتمكن من التحول إلى منتَج مختلف في الوقت المناسب، كانت ستواجه انهياراً شديداً وتوقفاً عن العمل.

بالإضافة إلى ذلك، ففي الغالب لن تتمكن الشركة من النمو بمعدل ثابت مثلما كانت عليه في المراحل السابقة، وقد تحقق إيرادات منخفضة متناقصة. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى توقف العديد من الشركات الصغيرة عن العمل.

قد يكون الحصول على تمويل خارجي في هذه المرحلة أصعب من باقي المراحل، إلا إذا كانت مؤسسة التمويل ترى في الشركة إمكانات للابتكار والتجديد.

و قد يختار معظم المؤسسين والشركاء، في هذه المرحلة، الانفصال والخروج من الشركة. وهو ما يعني أن الشركة لن تكون مستقرة.

وبالنسبة للشركات التي يمتلكها أفراد أسرة واحدة، عادة ما يقوم أفراد الجيل الثاني أو الثالث بإدارة الشركة في هذه المرحلة، و في بعض الحالات قد يصبحوا غير مهتمين بالاستمرارفي نفس النشاط التجاري، أو ربما تنقصهم الخبرة المطلوبة، أو لا يرغبون في تجديد نفس النشاط،  وهو ما قد يدفعهم إعادة تقييم الشركة أو التفكير في بيعها.

لذا، ولكل ما سبق، فيجب على الشركة توفيق أوضاعها والتأقلم خلال مرحلتي النمو والاستقرار،  حتى إذا تمكنت من التغلب على كل الصعوبات غير المتوقعة، وتطورت ونمت لتصبح شركة أكبر حجماً، يمكن لها في هذه الحالة التجديد وإعادة تطوير ذاتها، والعثور على فرص أعمال وأسواق جديدة، مما يمكنها من إعادة دورة الحياة كاملةً مرة أخرى، ولكن بطريقة أكثر ذكاءً ونضجاً.